الأحد، 18 ديسمبر 2016

أهمية القراءة

القراءة:-
القراءة هي حياة أخرى تمنح للإنسان ،  توسع له افاق المعرفة والثقافة، فتتوسّع مداركه في التعامل واتخاذ القرارات، فتجد المثقّف يُحب الناس سماع رأيه والأخذ به؛ لأنّه يعلم أكثر مما يعلم الكثيرون. وقد حثّ الإسلام على القراءة، بل نَزَل الوحي كله على قاعدة اقرأ فكانت (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وإنّ أول ما خلق الله هو القلم، وقد سُمّيت أمة الإسلام (بأمّة اقرأ) وستقرأ يومًا بإذن الله.

لكن المؤسف أنّ الذين لا يقرؤون يتعللون ألّا فائدة من القراءة، وهم لم يجرّبوها، إنّه الجهل بعينه والجحود بنعمة الله أن منحهم عقلاً واعياً ووقت فراغ، رغم أنّ القراءة الصحيحة هي تلك القراءة التي تعتبر تمامًا كالماء والطعام، فهي غذاء الروح يداوم عليها القارئ كل يوم وليس في وقت فراغه وحسب.

لو خضع أحدهم لتجربة أن يقرأ كل يوم خمس صفحات من كتاب، سيخرج على آخر الشهر بناتج مئة وخمسين صفحة، أي تسعمائة صفحة لمدة نصف عام، أي بمعدل ثلاث كتب كبيرة، أي من ستة إلى عشرة كتب صغيرة ومتوسطة، وإذا قيس هذا على العام فسيكون قد خرج بنتاج عشرين كتابًا في السنة مع كلّ كتابٍ تجربة، وفي كل كتاب معرفة جديدة. كل هذا من خمس صفحات يوميًا فكيف لو زيدت لعشر صفحات، ستصبح مكتبة متنقّلة في نهاية العام، وستدرك حتمًا أنّ تفكيرك قد تفتّح، ومدارك معرفتك قد ازدادت، وأنّ دُنيا جديدة قد أصبحت ملجأ لك.

إذاً فالقراءة مهمة، والذين يقتنعون بذلك يبدؤون القراءة ويشعرون ببطء سرعتهم فيها، وهذا شيء بديهي؛ لأنّ الدماغ غير مهيأ؛ لأنّ خلاياه لم تكن معتادة عليها، لكن مع الاستمرار في القراءة سيتفاعل دماغ الإنسان معها شيئًا فشيئًا وتزاد سرعة القراءة لديه، والبعض وصل لسرعات هائلة في القراءة، وازدادت مع القراءة قوة الحفظ أيضًا.
أهمية القراءة:-

القراءة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي ضرورة أساسية في حياة البشرية، والوسيلة التي يعتمد عليها الشخص لتنفيذها هي المطالعة المستمرة، والمطالعة مقترنة بالقراءة ولازمة لكي يتحقق فعل القراءة بواسطة الإنسان. والقراءة مهارة متاحة لأي شخص بعكس كثير من المهارات الأخرى، لكنها صعبة في نفس الوقت لأنها تتطلب قدرة من صاحبها في السعي ورائها وطلبها والمداومة عليها لتكوين ثقافته الخاصة به طيلة حياته. 


يمكننا تعريف القراءة بأنها استيعاب لكل ما يُكتب وتراه عين الإنسان. والقراءة أيضاً هي المعرفة المفهومة. القراءة وسيلة، فنحن نقرأ لكي نتعلم، وقد وضّح الله عز وجل هذا في الآيات الخمس الأولى مما نزل من القرآن الكريم في سورة العلق، قال تعالى: (ااقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). فالقراءة ليست هواية كما هو شائع، هي غذاء العقل. وتتّضح أهمية القراءة من كلام الكاتب الكبير جراهام جرين حين قال: (أحياناً أفكّر أن حياة الفرد تشكّلت بواسطة الكتب أكثر مما ساهم البشر أنفسهم في تشكيل هذه الحياة). إذ تُمكّن القراءة الإنسان من التعلم بنفسه، والاطلاع على جميع ما يريد معرفته من دون الاستعانة بأحد في كثير من الأحيان.

للقراءة فوائد كثيرة لا نستطيع حصرها ولكن يمكن أن نلخص منها ما يأتي:

  • إنها مع شقيقتها الكتابة هما مفتاحا العلم.
  • إنها من أقوى الأسباب لمعرفة الله سبحانه وتعالى وعبادته وطاعته وطاعة رسوله.
  • إنها من أقوى الأسباب لعمارة الأرض والوصول إلى العلوم المؤدية لذلك.
  • إنها سبب لمعرفة أحوال الأمم الماضية والاستفادة منها.
  • إنها سبب لاكتساب المهارات ومعرفة الصناعات النافعة.
  • إنها سبب لمعرفة الإنسان لما ينفعه ولما يضره في هذه الحياة من العلوم.
  • إنها سبب لاكتساب الأخلاق الحميدة والصفات العالية والسلوك المستقيم.
  • إنه يحصل بسببها للإنسان الأجر العظيم والثواب الكبير لا سيما إذا كانت قراءته في كتاب الله أو في الكتب النافعة التي تدله على الخير وتنهاه عن الشر.
  • إنها سبب لرفعة الإنسان في هذه الحياة وفي الآخرة لأنها من أسباب العلم والله يقول: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).
  • إنها سبب قوي لمعرفة مكائد أعداء الإسلام والمسلمين من الكفرة والملحدين والفرق الضالة ودحضها والحذر منها.
  • إنها سبب للأنس والترويح عن النفس واستغلال وقت الفراغ بما ينفع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق