الثلاثاء، 7 مارس 2017

الصدق

                موضوع تعبير عن الصدق

موضوع تعبير عن الصدق

الأخلاق الحميدة هي رأس المال في الحياة الدنيا؛ حيث أوصت جميع الشرائع السماويّة بالالتزام بالأخلاق، وذلك لأنّها هي أساس حياة المجتمعات، وأساس تقدّمها وتطوّرها ورفعة أبنائها؛ فمجتمع بلا أخلاق هو مجتمعٌ فاسدٌ بالضرورة، تنقصه روح الحياة، وتنعدم منه المثل العليا. لا يقتصر مفهوم الأخلاق على صفةٍ واحدةٍ فقط، فهناك منظومة أخلاقٍ طويلة، علينا الالتزام بها جميعاً، ومن بينها الصدق.

الصدق منجاة، وهو أوّل دروب الخير، وصفة المؤمنين، والأنبياء والصالحين، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى الصدق، وذكره في أوصاف أهل الجنة، وأمر الناس به، كما وردت العديد من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على الصدق، وتعظمه لأنّ فيه من الخير الكثير، وقال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه طريقٌ للبر، ومن المعروف أنّ الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان يُلقّب بالصادق الأمين، فالتحلي بالصدق هو اقتداءٌ بأخلاق نبي الأمة، عليه الصلاة والسلام.

بالإضافة لفضل الصدق في تماسك وبناء المجتمعات، فهو أيضاً جالبٌ للحسنات، لأن الكذب وهو خلاف الصدق يعتبر من المحرمات، التي تدخل في صغائر الذنوب أو كبائرها، حسب خطورة الكذبة وموقفها، كأن يخالف الشخص قول الصدق، ويحلف يمين الزور، فكذبةٌ مثل هذه، عقابها عسير، كما أن حبل الكذب قصيرٌ جداً، عكس الصدق الذي يبقى سر النجاة، حتى لو خسر الشخص أشياءً ظاهريةً بقول الصدق، يبقى الصدق هو الخير، وهو الأفضل، وطوق النجاة الذي ينقذنا من براثن الكذب، الذي يؤدي إلى الفجور، عكس الصدق الذي لايؤدي سالكه إلا إلى درب الخير، والبر والحق.

ومن مميزات الصدق، أنه أساسٌ للكثير من الأخلاق التي تقوم عليه، فلا يمكن أن يكون الشخص سوياً إن لم يكن صادقاً، ولا يمكن أن يكون وفياً بالعهود والمواثيق إن لم يكن صاحب لسانٍ صادقٍ، لا يقول غير الحق، ولا ينطق إلا بالصدق، لأن الشخص الكاذب ينفر منه الجميع، ولا يستأمنونه على أنفسهم، ولا على أموالهم، ولا يمكن أن يكون موضع ثقتهم أبداً، خصوصاً أن الصدق صفةٌ لله تعالى، أطلقها على نفسه، وارتضاه لعباده، والكذب مخالفةٌ لفطرة الإنسان السليمة، التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها.

لا يكون الصدق في مواقفٍ ويغيب في مواقف؛ بل يجب الالتزام بالصدق في جميع شؤون الحياة، لأن الصادق صادقٌ دوماً، ولا يمكن أن يكون كاذباً وصادقاً في الوقت نفسه، لأنّ الصدق مبدأ أخلاقي، لا يقوم على التجزئة، ولا على المحاباة، ونسأل الله العظيم، أن يجعلنا جميعاً من الصادقين الطيبين، الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق